وفي خطاب تلفزيوني لشباب الزنتان، قال القذافي إن سفك الدماء هو نتيجة مؤامرة "لاستعمار ليبيا وإذلال الشعب الليبي والسيطرة على نفطه". وبنفس المناسبة، طلب القذافي من البلدان الغربية مساعدتها ضد ما زعم أنه "تنظيم القاعدة في البلاد".
وأضاف القذافي في خطابه "هذه الفئة الضعيفة التي جندوها، أساتذتهم المخبولون جاؤوا من الخارج؛ الذين جنوا على أولادنا في الزنتان أو في بنغازي؛ ليسوا ليبيين". وزعم القذافي أن الشباب المنتفضين ضد نظامهم مُغرر بهم من قبل أعضاء القاعدة الذين "يغسلون مخهم... وأعطوهم حبوباً؛ وأحيانا فلوساً، وأعطوهم بنادق رشاشات".
انتقادات القذافي لم تتوقف عند هذا الحد، بل شملت أيضا وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل الذي انشق عن حكومة القذافي ويتزعم الآن قوات المعارضة من بنغازي كرئيس للمجلس الوطني الانتقالي. وزعم القذافي أن عبد الجليل أجرى اتصالات مع "المستعمرين وقال لهم تعالوا لتأخذوا بنغازي"، مضيفا أنه "يجب تحرير بنغازي، الشعب سينتفض من بنغازي". كما عرضت حكومة طرابلس الأربعاء مكافأة نصف مليون دولار لمن يقبض على الوزير السابق.
وردا على هذه المزاعم، قال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل بأن مهمة المجلس تنتهي بسقوط القذافي، حينئذ سيسلم مهامه إلى حكومة انتقالية مسؤولة عن إعداد دستور وانتخابات تشريعية وبرلمانية ديمقراطية. من جانب آخر، أكد أعضاء المجلس الانتقالي أنهم لن يتولوا أي مهام سياسية أو إدارية في الحكومة الانتقالية ولن يتقدموا للترشح في أي انتخابات قادمة منعا لتضارب المصالح.
وفي محاولة للتواصل مع الليبيين في الداخل وفي الخارج، أطلق المجلس الوطني الانتقالي الليبي موقعا الأربعاء باللغتين العربية والانجليزية. وتحت شعار "حرية، عدالة وديمقراطية"، يأمل الموقع أن يكون صوتا لليبيا حرة.
من ناحية أخرى يخطط ممثلون عن المجلس لاجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الخميس 10 مارس بباريس. وجدير بالذكر أن الحكومة الفرنسية قطعت العلاقات مع حكومة القذافي واعترفت بالمجلس المتمركز في بنغازي كحكومة شرعية لليبيا الخميس، كما أعلنت عن خطط لإرسال سفير إلى بنغازي. وأعلنت البرتغال بدورها عن نفس الإجراءات للاعتراف بالمجلس.
وفي أنباء متصلة، من المتوقع أن تقترح إيطاليا بعثة بحرية مشتركة للاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي يُرجى منها فرض عقوبات دولية على نظام القذافي وخاصة حظر الأسلحة حسب ما أوردته أنساميد الخميس.
وفي الأثناء، تم تغيير اسم صحيفة قورينا للمرة الثانية بعد طرد بنغازي لقوات القذافي، فبعد صدورها بالاسم الروماني "يوسبريدس"، ها هي تصدر باسم جديد إغريقي "برنيق". إحدى الصحفيات بالجريدة أوضحت أنهم لا يريدون "اسم قورينا لأنها ارتبطت بسيف القذافي".
وفي أنباء أخرى، أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط أن إنتاجها انخفض بنسبة الثلثين. شكري غانم رئيس المؤسسة قال إن إنتاج النفط في ليبيا قد انخفض من 1,6 مليون برميل في اليوم إلى نصف مليون برميل في اليوم. وأضاف بأنه مصفاة الزاوية لتكرير النفط ستستأنف عملها الخميس .
إعلان غانم جاء في نفس اليوم الذي قصفت فيه طائرات مؤيدة للقذافي مواقع للثوار في راس لانوف، ما أدى إلى إضرام النار في مستودع للنفط وتصاعد ألسنة الدخان الأسود في السماء.