تسود العديد من المدن والبلدات اليمنية حالة غضب بعد مقتل 46 شخصا ظهر الجمعة، في إطلاق نار استهدف محتجين بالعاصمة صنعاء يطالبون بإسقاط النظام، في حين أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حالة الطوارئ في البلاد بعد هذه الأحداث.
وأفاد مراسل الجزيرة نت من عدن جنوب اليمن سمير حسن بأن مختلف بلدات
المدينة تعيش حالة من الغضب، أعقب الأحداث الدامية التي شهدتها صنعاء.
وعلمت الجزيرة نت أن قوات الأمن تصدت لمتظاهرين في بلدة المنصورة
الواقعة وسط عدن حاولوا دخول مدينة خور مكسر، وفرقتهم بإطلاق الرصاص الحي،
مما أسفر عن سقوط جريح نقل إلى مستشفى النقيب.
مظاهرات وحشود وفي
مدن كريتر والمعلا والتواهي دعا عدد من أئمة المساجد عقب صلاة العصر
المواطنين إلى التجمع في مخيم الحرية بمدينة كريتر للمشاركة في مظاهرة
حاشدة تنديدا بالهجوم على المحتجين في صنعاء.
وبدورها شهدت مدينة تعز الجمعة أكبر حشد جماهيري منذ انطلاق ثورة الشباب، ووصفه منظموه بأنه حشد مليوني.
وأفاد مراسل الجزيرة نت في تعز عبد القوي العزاني بأن أجواء الحذر
والترقب تسود المدينة، رغم انسحاب المصفحات العسكرية التي انتشرت عقب صلاة
الجمعة من الجهة الشمالية لساحة الحرية، التي يعتصم فيها الآلاف من
اليمنيين مطالبين برحيل صالح.
وأضاف المراسل أن عددا من الدبابات لا تزال ترابط أمام بعض المؤسسات الحكومية في المدينة.
ومن جهة أخرى أعلن الرئيس اليمني مساء الجمعة حالة الطوارئ في البلاد،
وذلك بعد أن قتلت قوات أمن ومسلحون 46 شخصا على الأقل، وجرحت نحو مائتين
بإطلاق نار على متظاهرين في ساحة التغيير بصنعاء.
وقال صالح -في مؤتمر صحفي- إن مجلس الدفاع الوطني أعلن حالة الطوارئ، مضيفا أن هذا القرار يحظر على المواطنين حمل السلاح.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها إعلان حالة الطوارئ في اليمن خلال
أقل من عقدين، حيث كانت المرة الأولى منتصف مايو/أيار 1994 عندما اندلعت
الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.
وأفادت مصادر طبية في صنعاء بأن معظم القتلى والجرحى أصيبوا بطلقات في
الرأس والعنق والصدر، مؤكدة أن المستشفى الميداني الذي أقامه المعتصمون في
ساحة التغيير لم يعد قادرا على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى.
وقال مراسل الجزيرة إن إطلاق النار بدأه قناصة كانوا على أسطح الأبنية
المحيطة بالساحة مباشرة بعد صلاة الجمعة، التي أطلق عليها المعتصمون اسم
"جمعة الإنذار".
ومن جهتها ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن من أطلقوا النار على المتظاهرين هم أفراد أمن يمنيون ومسلحون موالون للحكومة.
غير أن الرئيس اليمني أكد أن الشرطة لم تكن موجودة في الساحة ولم تطلق
النار، مشيرا إلى أن الاشتباكات حدثت بين مواطنين والمتظاهرين، وقال إنه من
الواضح أن عناصر مسلحة موجودة بين المتظاهرين. استنكار وإدانة وقد
قالت المعارضة إنه لم يعد هناك مجال للتوصل إلى تفاهم مع النظام، وأدان
الرئيس الدوري للتحالف ياسين نعمان الهجوم على المتظاهرين في صنعاء،
واعتبره "جريمة" ودعا الرئيس إلى التنحي.
ومن جهتها أكدت "اللجنة التحضيرية للحوار الوطني" أنه لا حوار ولا مفاوضات مع النظام، بعد ما أسمتها "مجزرة" الجمعة.
وفي حديث للجزيرة نت قال الناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان إن "مجزرة
ساحة التغيير" بصنعاء تعد "جرائم ضد الإنسانية"، وأشار إلى إمكانية متابعة
الفاعلين أمام المحاكم الجنائية الدولية.
وأشار برمان إلى أن لديه معلومات سابقة تفيد بأن القوات الخاصة -التي
يقودها نجل الرئيس اليمني- زودت أفرادها وأنصار الحزب الحاكم بأسلحة رشاشة
بكواتم صوت، ربما استخدمها القناصة في مجزرة الجمعة.
وفي بيان له أدان تكتل اللقاء المشترك المعارض الهجوم على المحتجين في صنعاء، واعتبره "مجزرة وجريمة ضد الإنسانية".
وحمل التكتل –في البيان الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- الرئيس صالح
وأسرته وكل من شارك في الهجوم، المسؤولية كاملة، كما أهاب "بكل ضباط وأفراد
القوات المسلحة والأمن الشرفاء أن يعبروا عن استنكارهم لهذه الجرائم، وأن
يرفضوا المشاركة في قتل أبناء شعبهم".
ودعا البيان كل ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن "إلى الانحياز لشعبهم
والوقوف إلى جانبه"، محملا المجتمع الدولي ومجلس الأمن "مسؤولية سياسية
وأخلاقية في اتخاذ الإجراءات والتدابير واستخدام الآليات الدولية لحماية
المدنيين العزل".
كما دعا البيان مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة
المؤتمر الإسلامي، و"كل الدول الشقيقة والصديقة إلى إدانة الجرائم"، التي
قال البيان إن النظام اليمني يرتكبها ضد الشعب.
|