وشهدت مدينة
درعا الواقعة أقصى جنوب سوريا أعنف المظاهرات وأكثرها دموية، حيث تجمع
حوالي عشرة آلاف متظاهر في ساحة السرايا في منطقة درعا المحطة بالرغم من
التواجد الأمني غير المسبوق في المنطقة وحصار قوات الأمن لها لمنع
المتظاهرين في درعا المحطة من الالتقاء بمظاهرة درعا البلد.
وقال أحد الشهود رأيت بركا من الدماء وثلاث جثث في الشارع ينقلها أقارب في منطقة المحطة.
وأفاد شهود أن محتجين أشعلوا النار في مقر لحزب البعث وحطموا تمثالا لباسل الأسد الشقيق الراحل للرئيس بشار في المدينة.
وأفاد شهود عيان عن وقوع العديد من الإصابات إثر إطلاق نار كثيف استهدف
المتظاهرين. وفي اللاذقية هناك تجمعات لتظاهرات حاشدة في منطقتي الشيخ ضاهر
والصليبة.
وخرج المئات
من منطقة سري كانيي في محافظة الحسكة استجابة لنداء حركة الشباب الكردي
"جوانين كرد"، وقد انضمت إليهم أعداد كبيرة من العرب.
وفي عامودا خرج حوالي 3000 شخص يرفعون العلم السوري، وفي مدينة القامشلي
خرج 10 آلاف شخص إلى الشوارع، وردد المتظاهرون شعارات أبرزها أن الحركة
الكردية هي الممثل الشرعي للشعب الكردي، وأن العشائر لا تمثل الشعب الكردي,
وهتافات "الحرية، الشعب السوري واحد، الشهيد لا يموت".
وفي حمص انطلقت المظاهرات من دير بعلبة والوعر باتجاه المدينة، ووجهت نداءً
إلى جميع القرى وأبناء المدينة للالتحاق بهم، ولا يوجد أي إطلاق نار أو
غازات حتى اللحظة.
ويقول مراقبون
وناشطون إن تظاهرات الجمعة التي عمت العديد من المدن السورية هي رسالة
واضحة للنظام في دمشق، يقرأ منها أن جملة الإصلاحات التي أعلنت عنها
القيادة السياسية دون مستوى تطلعات الشارع السوري.
ويؤكد ناشطون من تجمع "شباب الانتفاضة" الكردي، وهو المحرك الرئيس للحركة
الاحتجاجية في المدن الكردية، أن الحرية هي المطلب الرئيس للأكراد لا
الجنسية.
ويقول أحد نشطاء التجمع، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربية.نت"، "لا نقبل
الرشاوى، وليس بإمكان أحد تحييد الشباب الكردي عن حركة الشارع السوري
برمته".
وكان الناشط يقصد مرسوماً رئاسياً سيتم بموجبه إعادة تجنيس الأكراد الذين جردوا من هوياتهم السورية في إحصاء استثنائي جرى عام 1962.
وأبلغ نشطاء آخرون "العربية.نت" أن "دائرة التظاهرات اتسعت في المدن
الكردية هذا الأسبوع لتشمل مدينتي الدرباسية وديريك، إلى جانب القامشلي
وعامودا التي تشهد جميعها مظاهرات اليوم".
ورفع المتظاهرون، كما يظهر من شريط فيديو وصل لـ"العربية.نت" لافتات كتب
عليها "من يعوضني عن فقداني الجنسية 49 عاماً"، "وجهاء العشائر لا يمثلون
الشعب الكردي، فلهم من يمثلونه"، "الحرية لا الجنسية"، لا لقانون الطوترس
نعم لتغيير الدستور".