يرى المعارض
المصري والمدير العام السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي
أن "التغيير عن طريق صناديق الاقتراع ولى أوانه في مصر، وأصبح الشارع هو
الوسيلة الوحيدة لتحقيق التطلعات الشعبية، بعد إغلاق نظام الرئيس حسني
مبارك كافة الأبواب أمام إحداث إصلاحات وتداول سلمي للسلطة".
وقال البرادعي لأسبوعية دير شبيغيل
الألمانية إن تظاهر المصريين بأعداد ضخمة في الشوارع لأول مرة "عكس انهيار
ثقافة الخوف التي غذاها نظام الرئيس حسني مبارك طوال وجوده في السلطة"،
معتبرا الاحتجاجات المتصاعدة في مصر مؤشرا علي تحول تاريخي، "بعد إدراك
المصريين أن تحديد مصيرهم بيدهم وحدهم وليس بيد جهة آخري".
وأضاف "رفض النظام المصري في الماضي
ويرفض الآن كافة دعوات الإصلاح، وبات منفصلا كليا عن واقع شعبه، وأصبح
مصرا علي ألا يرى أو يسمع، وقد حذرت مبارك من عواقب تفاقم الأوضاع، وقد
حان الوقت عليه كي يدفع الثمن".
شروط للنجاة وشبه
البرادعي فعاليات الاحتجاجات المصرية الحالية بكرة جليد تتدحرج وتكبر ولن
تستطيع قوة إيقافها، وقال إن "نظام الرئيس حسني مبارك يرتعش ووصل إلي أعلى
درجات الخوف والتوتر مما جري في تونس، ويحاول في الوقت نفسه التظاهر بعدم
المبالاة من إحراق بعض المصريين أنفسهم احتجاجا على ما آلت أوضاعهم
المعيشية في كافة المجالات".
وأشار البرادعي إلي أن "الإمكانية
الوحيدة لبقاء النظام المصري على قيد الحياة ونجاته من مصير مماثل لما حل
بنظيره في تونس، تتطلب تخلي مبارك عن الترشح للرئاسة لفترة جديدة، وإصدار
دستور جديد، والدعوة لانتخابات حرة، وإلغاء حالة الطوارئ المفروضة على
البلد منذ 29 عاما".
واعتبر أن الثورة في تونس تمثل
إرهاصا على احتمال حدوث ربيع تغيير في العالم العربي تلعب فيه مصر دورا
رياديا، ورأى أن مطالبة المصريين بالخبز والزبد إلى جانب حقهم في الحرية
يعد أمرا طبيعيا في بلد أكثر من 40% من سكانه يقل دخلهم اليومي عن دولار
واحد.
ولفت إلي أن "الفارق الرئيس بين
أوضاع تونس ومصر هو وجود طبقة وسطى عريضة في الأولى، لا يوجد مثيل لها في
مصر التي سيلعب فيها الفقر والغضب دورا رئيسيا في أي انفجار شعبي محتمل".
دفاع عن الإخوان ورجح
البرادعي وقوف مصر على أعتاب مرحلة قادمة من عدم الاستقرار، داعيا مبارك
وأجهزته الأمنية لاحترام الحقوق العالمية في التظاهر، واعتبر أن "عجلة
التغيير انطلقت ولن ينجح القمع في إيقافها".
وردا على سؤال المجلة حول رأيه في
تخوف إسرائيل من انهيار الأوضاع في مصر، وتوقع كثير من الإسرائيليين أن
يؤدي وصول الإخوان المسلمين إلي الحكم في القاهرة لإعلان الحرب علي الدولة
العبرية، دعا المعارض المصري للتوقف عن "شيطنة الإخوان وتخيير المصريين
بين أمرين كلاهما خطأ هما قمع نظام حسني مبارك وفوضي الحكم الديني
المتعصب".
وأوضح أن الإخوان ابتعدوا عن العنف
منذ نصف قرن ويركزون على الإصلاح والتغيير وليس على الوصول للسلطة، وأضاف
"إذا أردنا إقامة نظام ديمقراطي حر في مصر فعلينا دمج الإخوان في العملية
السياسية وليس استبعادهم منها