كرة القدم تجمع أكثر مما تفرق. هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها نظراً لأن الساحرة المستديرة تجمع خلفها كل الجماهير والمشجعين من مختلف الجنسيات ومن مختلف القارات الست وهو ما ظهر بشكل واضح وجلي في بطولة كأس العالم للأندية – الإمارات 2010 FIFA.

فعلى الرغم من تعدد جنسيات الفرق المشاركة في البطولة واختلاف ثقافاتهم، إلا أن هناك ما جمع الجمهور المختلف الذي حضر البطولة وهو حب كرة القدم حيث شهدت الإمارات 2010 العديد من فنون التشجيع الكروي بالإضافة إلى تمازج الألوان المختلفة مع بعضها في المدرجات.

فبينما كان عدد من الجمهور الإماراتي يتابع مباراة تي بي مازيمبي الكونجولي وباتشوكا المكسيكي، فاجأت مجموعة من مشجعي تي بي مازيمبي الحضور بدخولهم الملعب بطريقة منظمة وبملابس خاصة ووجوه ملونة، وكانت المفاجأة الأبرز الآلات الموسيقية التي بدأت بعزف أنغام أغنية "واكا واكا"؛ أغنية كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA.

وفور بدء الفرقة الكونجولية في العزف، ابتهجت الجماهير المحلية وبدأت بالإقتراب للجلوس إلى جانب الفرقة التي أطربت الملعب ولم تتوقف عن العزف حتى نهاية المباراة والتي فاز فيها الفريق الكونجولي بفضل الجمهور كما اعترف مدرب الفريق لامين ندياي.

وقال نداي بعد المباراة "هذه الموسيقى وهذا الغناء الذي يقوم به الجمهور يشجعنا ويساعدنا على أن نكون أقوى. إنه يحفزنا ويساعد اللاعبين لكي يقدموا أداء أفضل. عندما بدأ الجمهور بالعزف والغناء، شعرت بأن الجميع سعيد وكان أمراً رائعاً."

وبالفعل لم يتوقف تواجد الجمهور الكونجولي على المباراة الأولى بل أضاف صورة جميلة على مباراة الوحدة وسيونجنام والتي حضرها جمهور بلغ أكثر من 30 ألف متفرج قام بتشجيع الفريقين بطريقة حضارية وجميلة انعكست على الروح الرياضية التي ظهرت على أرض الملعب.

وقال مشجع الوحدة راشد محمد حول الجمهور "الجمهور الإماراتي كله يساند الوحدة وليس فقط جمهور الوحدة وهو ما جعل الحضور الجماهيري يخرج بصورة مميزة حيث أننا جميعاً نتطلع إلى إنجاح البطولة وخروجها بشكل منظم."

في المقابل، كان هناك غزو برازيلي لمدينة أبوظبي قبل ساعات من انطلاق مباراة نصف النهائي التي جمعت بين تي بي مازيمبي وإنترناسيونال حيث توافد عدد كبير من الجمهور البرازيلي بلغ عدده 5000 مشجع لمؤازرة بطل كوبا ليبرتادوريس وهو ما يظهر شغف البرازيليين بكرة القدم.

وقال مشجع إنترناسيونال مارسيلو لموقع FIFA.com "لقد قضيت وقتاً رائعاً في دبي وأبوظبي ولم أسافر إلى مكان هكذا من قبل. أعتقد أنه من المهم جداً أن آتي إلى الإمارات فقط لكي أتابع إنترناسيونال ونتابع المباريات وهذا حلم بالنسبة لي."

أما مواطنه أنطونيو فيضيف "نحن نستمتع كثيراً وهناك أشخاص من الكثير من الجنسيات. لقد جئت مع عمي من بورتو أليجري لمتابعة مباريات إنترناسيونال. نتمنى من الجماهير المحلية أن تتابعنا وتدعم إنترناسيونال ولكننا جئنا أيضاً بأعداد كبيرة لمساندة الفريق."

إلا أن نداء أنطونيو لم تلبه الجماهير المحلية التي شجعت بشغف تي بي مازيمبي إلى جانب الفرقة الموسيقية التي تواجدت وسط بحر كبير من الألوان الحمراء على المدرجات وهو ما شكل لوحة فنية رائعة أظهرت أنه بغض النظر عن اللون أو الإنتماء أو الفريق الذي تشجعه؛ كرة القدم ستكون دائماً قوة موحدة.