بدأت بعد ظهر الخميس فعاليات مؤتمر "أصدقاء ليبيا" الذي تستضيفه باريس لوضع الخارطة لمرحلة ما بعد القذافي وخطة إعادة إعمار ليبيا.
وفي كلمتها أمام المؤتمر، حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حكام ليبيا الانتقاليين على العمل من أجل المصالحة لا القصاص بعد انتصارهم على القذافي متعهدة بدعم العملية الانتقالية.
وقالت: إن الحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي يجب أن تستمر ما دام المدنيون في خطر، مشيرة إلى أن عقوبات الأمم المتحدة على ليبيا يجب الشروع في رفعها بطريقة رشيدة، كما يجب منح الزعماء الجدد مقعد ليبيا في الأمم المتحدة.
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام المؤتمر أن المنظمة الدولية مستعدة لإرسال بعثة دولية إلى طرابلس للمساهمة في إنهاض ليبيا على قدميها من جدي. وأعلن أنه سيعمل مع مجلس الأمن الدولي لاستصدار تفويض للسكرتير العام للأمم المتحدة بترتيب إرسال تلك البعثة، خاصة بعد أن وافق زعماء المجلس الوطني الانتقالي على استقبالها على أساس إنساني وإنمائي.
وأكد مون، أنه أجرى محادثات مع قادة دول عربية وأفريقية وأوروبية وأبدت جميعها اتفاقا في الرأي على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي مع ليبيا في هذا الظرف الدقيق.
وأشار إلى أنه بالرغم من وضوح الحاجة لجهود دولية تقودها الأمم المتحدة في ليبيا إلا أن مستقبل الشعب الليبي ومستقبل بلاده ينبغي أن يظل بيد الشعب الليبي نفسه.
وقبل بدء المؤتمر، أجرى ساركوزي سلسلة محادثات مع كلينتون وكاميرون وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي مقابلة مع شبكة الجزيرة، أكد كاميرون ضرورة دعم الانتقالي الذي وصفه بالسلطة الشرعية والوحيدة بليبيا، وتحدث عن أولويات المرحلة الحالية بهذا البلد. وقال "على فلول القذافي الاستسلام وأن يدركوا أنهم خسروا المعركة".
كما أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أهمية مؤتمر باريس، لا سيما في تحديد مستقبل ليبيا بعد سقوط نظام القذافي. ولفت إلى أن المؤتمر سيتيح للمجتمع الدولي فرصة مناقشة كيفية مساعدة الحكومة الليبية الجديدة. فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أن الأولوية للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية وإعادة خدمات المياه والكهرباء والوقود لكن فرصا استثمارية ستكون فيما بعد.
وأتاح مؤتمر "أصدقاء ليبيا" لرئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ورئيس اللجنة التنفيذية بالمجلس محمود جبريل أول منبر عالمي لمخاطبة المجتمع الدولي منذ سيطرة قوات المجلس على العاصمة الليبية وطرد القذافي من السلطة.
ومن المنتظر أن يعرض رئيس الانتقالي مصطفى عبد الجليل خلال المؤتمر خريطة طريق تشمل وضع دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا وسبل تجنب عمليات الانتقام.
ورغبة من المجلس الوطني الانتقالي في تلبية الاحتياجات الفورية للسكان من المتوقع أن يطالب بالحصول سريعا على مليارات الدولارات من الأصول الليبية المجمدة في الخارج بعد فرض عقوبات من الأمم المتحدة.
وكانت أعمال المؤتمر الأول لـ" أصدقاء ليبيا" افتتحت باريس بعد ظهر اليوم الخميس بمشاركة حوالي 60 دولة وهيئة دولية لمناقشة مستقبل ليبيا بعد الإطاحة بحكم الزعيم الليبي معمر القذافي.
ويركز المؤتمر على خطط الانتقال إلى الحكم الديمقراطي وإعادة الإعمار وقضايا أخرى مثل تعزيز تدريب الشرطة، فيما سيضغط المجلس من أجل الإفراج عن أرصدة جديدة .