خرجت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج اليوم الجمعة إلى الشوارع احتفالا بسقوط الرئيس حسني مبارك بعد ثورة شعبية دامت 18 يوما، تخللتها مظاهرات واحتجاجات شارك فيها الملايين في القاهرة والمدن المصرية الأخرى.
فقد عمت الفرحة شوارع قطاع غزة وعمان وبيروت وتونس وقطر وغيرها.
ففي قطاع
غزة، شارك المئات في مسيرات عفوية في أرجاء متفرقة من القطاع بعد إعلان
نبأ سقوط مبارك، وزعوا خلالها الحلوى ورددوا هتافات مؤيدة لثورة الشعب
المصري، وأطلقوا الألعاب النارية والرصاص في الهواء.
ولم تتمالك بعض النسوة في مخيم جباليا (شمال القطاع) نفسها أمام الحشود فأطلقت الزغاريد .
وهنأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان –وصل الجزيرة نت نسخة منه- " الشعب المصري العظيم بنجاح ثورته الشعبية المباركة وتحقيق أهدافه المنشودة."
وأعربت حماس عن
أملها بـ"أن تستعيد مصر الشقيقة دورها الرائد والقيادي على الصعيد العربي
والإسلامي والدولي، وأن تكون مصر الشعبية والرسمية سندا لقضايا الأمة
العربية والإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين والصراع مع العدو الصهيوني".
وبدورها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مباركتها للشعب المصري، متأملة أن يكون ذلك فاتحة خير على طريق إسقاط كل الطغاة وتحرير القدس وفلسطين التاريخية.
كما باركت الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر نجاح الشعب المصري في ثورته.
أناشيد ثورية
وفي
بيروت، احتشد العشرات من المواطنين اللبنانيين والمصريين قرب السفارة
المصرية، للاحتفال بسقوط مبارك، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية
أن الحشود رددت "الأناشيد الثورية والهتافات الداعمة لأبناء الشعب
المصري".
ووزع بعض
اللبنانيين الحلوى في محيط مقر السفارة المصرية في بيروت احتفالا بالحدث،
ورفع المشاركون في الاحتفالات الأعلام المصرية والتونسية كما رفعوا صورا
للرئيس المصري الأسبق الراحل جمال عبد الناصر.
وشددت الشرطة اللبنانية الإجراءات الأمنية حول مبنى السفارة.
وبدوره قال حزب الله
في بيان له إنه "يشعر بالفخر والاعتزاز بإنجازات ثورة مصر"، مؤكدا أنه يرى
أن إرادة الشعب وعزمه وثباته هو مفتاح القدرة على صنع المعجزات
والانتصارات لقضيته وأمته.
وتقدم حزب الله من "الشعب المصري العظيم بأسمى آيات التهنئة والتبريك للنصر التاريخي المجيد الذي حققته ثورته الرائدة..".
وعمت الفرحة عموم المدن السورية بعد إعلان
تنحي مبارك عن السلطة وتسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون
البلاد، بينما تحولت حفلة عرس لأحد أبناء القرى السورية إلى الاحتفال
برحيل مبارك.
وقام الكثير من المواطنين السوريين بإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بتنحي مبارك ونجاح ثورة شباب مصر.
وقال أحمد سلامة (موظف) "نهنئ الشعب المصري
الشقيق وندعوهم إلى غسل عار مبارك والسادات وإلغاء اتفاقية الذل والعار
اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في العام 1973".
وفي عمان وما
إن أعلن النبأ حتى بدأ المواطنون الأردنيون بالوفود على مقر السفارة
المصرية، وعلت هتافات تحيا مصر من حناجر المئات الذين احتشدوا أمامها.
وقال الناشط
النقابي ميسرة ملص إن هذا القرار "جاء بعد طول انتظار، وحكم دام ثلاثين
سنة" مشيرا إلى أنه "يجب أن تدرس الثورة المصرية للشعوب العربية في انتزاع
حقوقها".
وفي تونس التي
شهدت هي الأخرى ثورة شعبية أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، تظاهر آلاف
التونسيين وسط العاصمة احتفالا بسقوط الرئيس المصري. وجاب مئات المواطنين
شارع الحبيب بورقيبة، مرددين شعارات احتفالية تضامنية مع الشعب المصري.
وحيا
المتظاهرون "الدور الوطني للجيش" الذي استجاب لتطلعات الجماهير التي رابطت
ثمانية عشر يوما في ميدان التحرير وبقية المدن المصرية الكبرى.
منع
وفي
اليمن، بارك الحوثيون في بيان بتوقيع عبد الملك بدر الدين الحوثي "الشعب
المصري العظيم على الانتصار الباهر الذي حققته ثورته الشعبية التي أسقطت
النظام الحاكم في مصر
".
وأعرب الحوثيون عن
أملهم بأن تكون ثورتا مصر وتونس قد أعادتا للشعوب هيبتها وقوتها وصلابتها
ودورها في صناعة المتغيرات مهما كانت الصعوبات
.
وفي الجزائر ذكرت
الجزيرة أن السلطات منعت مسيرة احتفالية مع سقوط نظام مبارك في مصر، وجاء
ذلك عشية مسيرة للمعارضة الجزائرية للمطالبة بالإصلاح السياسي.
غير
أن أحزابا سياسية في الجزائر أشادت بثورة المصريين التي أسقطت مبارك، ومن
بينها حركة النهضة الجزائرية (معارضة) وحركة مجتمع السلم (حمس) المشاركة
في التحالف الحكومي.