تصريحات
أوباما تماشت مع تطورات الوضع حتى استقرت على الابتعاد التدريجي عن نظام
مبارك والمناداة ببدء مرحلة انتقالية على الفور. فعندما قال مبارك إنه لن
يترشح لفترة رئاسية جديدة، طالبه أوباما بخطوات ملموسة تدل على أنه سيفي
بوعده.
مستشارو الأمن القومي الأميركي في البيت
الأبيض صرحوا بعد ذلك بأنهم يريدون فترة انتقالية تتسم بالنظام، مع
تشديدهم على أن عهد نظام مبارك قد انتهى.
خلافات
البيت
الأبيض رفض التعليق أو تفسير مواقف المستشارين الأمنيين، لكن مسؤوليه
أقروا بوجود خلافات بين مسؤولي إدارة أوباما على كافة الصعد، وقد برزت تلك
الخلافات في حلقات النقاش والجلسات الاستشارية مع الدبلوماسيين الأميركيين
السابقين.
مراقبون متخصصون في قضايا الشرق الأوسط
اجتمعوا مع مسؤولي الأمن القومي الأميركي وعابوا على الإدارة الأميركية
عدم التزامها بموقف واضح واحد ولو لأيام. وطبقا لأحد الحاضرين في تلك
الاجتماعات -رفض الكشف عن هويته- فإن المراقبين شددوا على ضرورة أن تلتزم
الإدارة الأميركية بموقف واضح ومحدد.
ففي المراحل الأولى لتفجر الاحتجاجات الشعبية
في مصر، كان موقف الإدارة الأميركية داعما لمبارك الذي اعتبرته إحدى ركائز
الاستقرار في الشرق الأوسط، ولكن مع تطور الوضع واتخاذ الاحتجاجات طابعا
جماهيريا واسعا، بدلت الإدارة الأميركية موقفها.
لا يوجد داخل البيت الأبيض خلاف حول ضرورة
مغادرة مبارك. النقاش في الواقع ينصب على أربعة أمور: سرعة التخلي عن
قانون الطوارئ، وسرعة المرحلة الانتقالية، وإلى أي مدى يسمح للإخوان
المسلمين بالانخراط في العملية السياسية، وأخيرا هل يتنحى مبارك الآن أم
يتقلد دورا مؤقتا، بينما يقوم سليمان بإدارة عملية الإصلاح.