ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية مساء الاحد وثائق اميركية حصلت عليها من ويكيليكس، تزعم بان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز دعا الولايات المتحدة الى مهاجمة ايران لوقف برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة البريطانية معلومات وردت في وثائق لسفارات اميركية ان السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير قال ان العاهل السعودي "يدعو الولايات المتحدة الى مهاجمة ايران لوقف برنامجها النووي". وتزعم الوثائق ايضا أن العاهل السعودي شدد على ان العمل مع الولايات المتحدة لمواجهة التاثير الايراني في العراق هو اولوية استراتيجية للملك ولحكومته. واوردت وثيقة نشرتها الصحيفة ان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة اكد في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 2009 خلال استقباله الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس انه "يجب وقف هذا البرنامج"، مضيفا ان "خطر تركه مستمرا يفوق خطر وقفه". واضافت الصحيفة ان وثائق عدة تعكس رغبة دول الخليج في الحصول على سلاح اميركي. وكتب دبلوماسي في التاسع من شباط/فبراير 2010 ان ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد "يعتبر ان منطق الحرب يسود المنطقة، وهذه القراءة تفسر هاجسه بتعزيز قوات الامارة". وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الاميركي دانيال بونينان في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2009، "انهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم"، واصفا العلاقة بين بلاده وايران. كذلك، كتب دبلوماسي اخر من القاهرة في شباط/فبراير 2009 ان الرئيس المصري حسني مبارك "يكن كرها شديدا للجمهورية الاسلامية". ودانت بريطانيا نشر وثائق مصنفة سرية وحذرت موقع ويكيليكس من ان الوثائق الاميركية الحساسة التي يستعد الموقع لنشرها "يمكن ان تعرض حياة اشخاص للخطر". وقالت وزارة الخارجية البريطانية "ندين اي نشر غير مسموح به لهذه المعلومات السرية، كما ندين اي تسريب لوثائق سرية في بريطانيا". وشددت على ان نشر هذه الوثائق "يمكن ان يضر بالامن القومي وهو لا يخدم المصلحة الوطنية ويمكن، كما تقول الولايات المتحدة، ان يعرض حياة اشخاص للخطر". واكد صحافي في "الغارديان" البريطانية ان صحيفته ستنشر مقتطفات طويلة من هذه الوثائق التي يتوقع ان تكشف راي الادارة الاميركية غير الجيد في رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون وايضا في رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون. وقالت الخارجية البريطانية "تربطنا علاقة قوية جدا بالحكومة الاميركية وهذا الامر سيستمر". وأكد موقع ويكيليكس الاحد انه تعرض لعملية قرصنة معلوماتية مشددا على ان هذا الامر لن يمنعه من نشر وثائق اميركية حساسة في العديد من وسائل الاعلام. واورد ويكيليكس في رسالة عبر موقع تويتر "نتعرض حاليا لهجوم كبير يعطل خدمتنا". واكدت رسالة اخرى عبر الموقع نفسه ان صحف "ال باييس ولوموند وشبيغل وذي غارديان ونيويورك تايمز ستنشر العديد من برقيات السفارات الاميركية هذا المساء رغم اصابة ويكيليكس بعطل". هذا وقال جوليان آسانج مؤسس موقع ويكيليكس في مؤتمر عبر شاشة فيديو مع الصحافيين في الاردن ان مئات الاف الوثائق السرية الاميركية التي سينشرها موقعه قريبا تشمل "كل المواضيع الكبرى". وردا على سؤال للصحافيين عما اذا كانت التسريبات الجديدة تشمل من جديد الحرب في العراق وافغانستان، قال آسانج "الوثائق التي نستعد لنشرها تتعلق بكل المواضيع الكبرى في جميع دول العالم". واوضح انه يتحدث الى الصحافيين عبر شاشة فيديو لان "الاردن ليس البلد الاكثر امانا عندما يكون الشخص ملاحقا من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه)" من دون ان يحدد المكان الذي يتحدث منه. وقدر آسانج عدد الوثائق التي ستنشر باكثر من 250 الف وثيقة. وقال خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمه اتحاد المراسلين العرب لصحافة التحريات "خصصت قسما كبيرا من طاقتي ووقتي خلال الشهر الفائت للتحضير لعملية النشر المقبلة لتاريخ الدبلوماسية الاميركية". واضاف "هذه الوثائق السرية ال250 الفا مصدرها السفارات الاميركية في العالم اجمع، وقد لاحظنا ان الولايات المتحدة ردت خلال الاسبوع المنصرم عبر محاولة امتصاص ما قد يحدثه ذلك من تاثيرات". مصر وحركة فتح رفضتا طلبا اسرائيليا لدعم الهجوم على قطاع غزة وكشفت وثائق ويكيليكس التي نشرتها الصحف الاثنين ان مصر وحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضتا طلب اسرائيل دعمها في الهجوم العسكري الذي شنته على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس في نهاية 2008. وبحسب برقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الاميركية في تل ابيب ونقلها الموقع، فان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ابلغ وفدا من الكونغرس عام 2009 ان اسرائيل اجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية "الرصاص المصبوب". وتابعت البرقية ان "باراك اوضح (للوفد) ان الحكومة الاسرائيلية اجرت مشاورات مع مصر وفتح وسالتهما ان كانتا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس". واوضحت الوثيقة ان "باراك تلقى ردا سلبيا، وهو امر غير مستغرب". كما اشارت البرقية الى ان اسرائيل ابقت "الحوار" مع اسرائيل وكل من مصر وفتح خلال العملية. الامم المتحدة لا تعلق على صدقية وثائق ويكيليكس واعلن متحدث باسم الامم المتحدة الاحد ان المنظمة الدولية تعتمد على احترام الدول الاعضاء فيها لحصانتها وذلك اثر كشف الوثائق السرية اميركية تشير الى ان واشنطن طلبت من مندوبيها التجسس على مسؤولي المنظمة. وقال الناطق في بيان بعد نقل عدة صحف الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ان "الامم المتحدة ليست في موقع يخولها التعليق على صدقية الوثيقة التي تطلب جمع معلومات حول موظفي الامم المتحدة وانشطتهم". وكتبت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية خصوصا ان وزارة الخارجية الاميركية طلبت في مذكرة توجيهية من دبلوماسييها جمع معلومات حول "اسلوب عمل وطريقة اتخاذ القرار" لدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون. وبحسب الصحيفة فان واشنطن طلبت ايضا معلومات محددة جدا حول موظفي الامم المتحدة مثل ارقام بطاقات اعتمادهم المصرفية وعناوين بريدهم الالكتروني وارقام هواتفهم وحتى ارقام بطاقات جمع الاميال من شركات الطيران. وجاء في البيان ان "الامم المتحدة بطبيعتها منظمة شفافة تحرص على وضع المعلومات حول انشطتها في متناول العموم والدول الاعضاء". واضاف ان "موظفي الامم المتحدة يلتقون بانتظام ممثلي الدول الاعضاء لاطلاعهم على انشطتها". واكد البيان ان شرعة الامم المتحدة التي اقيم بموجبها مقرها في نيويورك واتفاقية الامم المتحدة عام 1946 تضمن "امتيازات وحصانة" المنظمة. واضاف البيان ان "الامم المتحدة تعتمد على احترام الدول الاعضاء لمختلف هذه الاتفاقات" بدون ذكر الولايات المتحدة.