وكان المنتخب المغربي سباقا للتسجيل بواسطة مروان الشماخ في
الدقيقة 55 ، بينما أدرك التعادل لمنتخب إيرلندا الشمالية روري بيترسون من
ضربة جزاء في الدقيقة 86.
فأمام حوالي 15 ألف متفرج من بينهم مئات من أفراد الجالية
المغربية المقيمة بعدد من البلدان الأوروبية ، قدم الفريق الوطني عرضا
ممتعا ومقنعا خلال مواجهته لمنتخب إيرلندي لعب محروما من غالبية عناصره
الأساسية بفعل الإصابات في مقدمتهم ستيفان كريغان وستيفين ديفيس وكيل
لافيرتي وجورج ماكارتني.
وخلال هذه المباراة ، التي أدارها طاقم تحكيم نرويجي ، ظهر
الفريق المغربي بوجه مشرف وكان آداؤه طيبا حيث أجادت عناصره الإنتشار على
المستطيل الاخضر وكانت أكثر انضباطا تكتيكيا على مستوى الخطوط الثلاثة .
وكان الإيرلنديون سباقين إلى تهديد مرمى الحارس نادر المياغري
في الدقيقة التاسعة من طرف كريس برانت من الرواق الأيسر لكن تسديدته جانبت
مرمى المياغري بقليل .
ورد الفريق المغربي ، الذي بات مع مرور الوقت متحكما أكثر في
نسق اللعب،على هذه المحاولة بعملية منسقة ختمها ناصر الشاذلي بتسديدة قوية
تصدى لها الحارس جوناتان كوبي وحولها إلى الزاوية (د 13 ) أعقبها مرتد
هجومي ثلاثي ساهم فيه مروان الشماخ والحسين خرجة وناصر الشاذلي الذي جانبت
قذفته المرمى ( 18 ).
وكان المنتخب المغربي أقرب إلى تسجيل هدف السبق في الدقيقة 25
حينما قاد مروان الشماخ عملية هجومية منسقة وأهدى كرة على طبق من ذهب إلى
يوسف حجي الذي كان وجها لوجه مع الحارس جوناتان توفي الذي سيطر على الموقف
.
وأعاد ناصر الشاذلي، الذي كان نشيطا في خط الهجوم المغربي،
الكرة فهدد مرة أخرى مرمى المنتخب الإيرلندي لكن أحد المدافعين تدخل فحول
الكرة إلى زاوية أولى فثانية، بيد أن الحارس كان يتدخل في كل مرة ببراعة
لإبعاد الخطر، لتنتهي الجولة الأولى بالتكافوء وإن كان الفريق المغربي
الطرف الأفضل في هذه الجولة .
وكرس المنتخب المغربي هذه الأفضلية في الجولة الثانية بممارسته
ضغطا ملموسا على مرمى الحارس الاحتياطي آلان بلايني الذي عوض جوناتان توفي
بتسجيله هدف السبق بعد مرور عشر دقائق بعد خطأ فادح للحارس الذي حاول
تسديد كرة ردها إليه أحد المدافعين فإذا بالهداف القناص مروان الشماخ
يفتكها منه ويسكنها في الشباك الفارعة.
وكاد عادل هرماش أن يضاعف الغلة في الدقيقة 60 بتدسدة قوية
مركزة من على بعد 30 مترا لكن حظه كان عاثرا بعدما ارتطمت الكرة بالعارضة
الأفقية التي أنقذت الحارس بلايني من هدف شبه محقق.
وسعى المدرب الوطني غريتس خلال هذا الشوط إلى ضخ دماء جديدة
على مستوى خط الهجوم قصد الحفاظ على هذا الامتياز وذلك من خلال إشراك يوسف
العرابي هداف البطولة الفرنسية (9 أهداف) عوضا عن مروان الشماخ (70 )
ومحمد برابح مكان يوسف بلهندة (74) ونبيل الزهر عوضا عن يوسف حجي ( 80).
ولم تجد هذه التغييرات نفعا سيما وأن المنتخب المغربي لم ينجح
في تجسيد سيطرته الميدانية إلى مزيد من الأهداف بفعل عدم التركيز وغياب
النجاعة ، في الوقت الذي نزل فيه الفريق المضيف بكل ثقله في العشر دقائق
الأخيرة بحثا عن هدف التعادل الذي تأتى له إثر خطأ مجاني من المداقع رشيد
السليماني بعد مضايقته لأحد المهاجمين الإيرلنديين عند تسديد ضربة زاوية
ليعلن الحكم النرويجي طوم هارالد عن ضربة جزاء أفلح روري باترسون في
تحويلها إلى هدف التعادل ( د 86 ) .
وكاد يوسف العرابي أن يوقع هدف الامتياز للفريق المغربي في
الوقت بدل الضائع بعد مراوغته مجموعة من المدافعين ليسدد بقوة بيسراه لكن
الكرة لامست العارضة وضاع معها أمل تحقيق الانتصار في مباراة رد الإعتبار .
وتعد مباراة اليوم ثاني مباراة ودية تجمع بين منتخبي المغرب
وإيرلندا الشمالية بعد مباراة يوم 23 أبريل 1986 في بلفاست، والتي كانت قد
انتهت بفوز المنتخب الإيرلندي الشمالي 2-1 ( هدف محمد التيمومي من ضربة
جزاء د 64) .
وشكل هذا اللقاء الودي أول اختبار للمدرب والناخب الوطني،
البلجيكي إريك غيريتس، الذي كان مطالبا بإيجاد الوصفة السحرية لبعث الروح
من جديد في "أسود الأطلس"، وبالتالي مواصلة مشوار إقصائيات كأس إفريقيا
للأمم 2012 على أحسن مايرام بتحقيق نتائج إيجابية في المباريات الأربع
المتبقية وتعزيز صدارته للمجموعة الرابعة التي تضم منتخبات الجزائر
وجمهورية إفريقيا الوسطى وتانزانيا .
ومن المقرر أن يجري المنتخب الوطني مباراة إعدادية ثانية في 9 فبراير المقبل بطنجة ضد المنتخب الليبي .
و.م.ع